إذا استغنى الناس بالدنيا...
إذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله,
وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله,
وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله,
وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة
والرفعة فتعرف أنت إلى الله, وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.
قال بعض الزهاد: ما علمت أن أحدا سمع بالجنة والنار تأتي
عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان.
فقال له رجل: إني أكثر البكاء.
فقال: إنك إن تضحك وأنت
مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك,
فإن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه.
فقال: أوصني.
فقال: دع الدنيا لأهلها
كما تركوا همّ الآخرة لأهلها,
وكن في الدنيا كالنحلة, إن أكلت
أكلت طيبا, وإن أطعمت أطعمت طيبا, وإن سقطت على شيء
لم تكسره ولم تخدشه.
الفوائد
فائدة في التعجب
التعجب كما يدل على محبة الله لفعل
نحو "عجب ربك من شاب ليست له صبوة"
"ويعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة"
ونحو ذلك وقد يدل على بغض الفعل
نحو قوله: (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ)
وقوله: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ)
وقوله: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ)
وقد يدل على امتناع الحكم وعدم حسنه نحو:
(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ)
وقد يدل على حسن المنع منه وأنه لا يليق به فعله
نحو: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ) .
بدائع الفوائد
للعبد ستر بينه وبين الله, وستر بينه وبين الناس,
فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله, هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.
-للعبد رب هو ملاقيه ,وبيت هو ساكنه,
فينبغي له ان يسترضي ربه قبل لقائه, ويعمر بيته قبل انتقاله اليه.
-اضاعة الوقت اشد من الموت.
لان اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الاخرة, والموت يقطعك عن الدنيا واهلها.
الفوائد
من الذَّاكِرِينَ من يبتديء بِذكر اللِّسَان وَإِن كَانَ على غَفلَة ...
ثمَّ لَا يزَال فِيهِ حَتَّى يحضر قلبه فيتواطئا على الذّكر
... وَمِنْهُم من لَا يرى ذَلِك وَلَا يبتدىء على غَفلَة بل يسكن
حَتَّى يحضر قلبه فيشرع فِي الذّكر بِقَلْبِه فَإِذا قوي استتبع لِسَانه
فتواطئا جَمِيعًا
فَالْأول ينْتَقل الذّكر من لِسَانه إِلَى قلبه
وَالثَّانِي ينْتَقل من قلبه إِلَى لِسَانه من غير أَن يَخْلُو قلبه مِنْهُ
بل يسكن أَولا حَتَّى يحس بِظُهُور النَّاطِق فِيهِ فَإِذا أحس بذلك
نطق قلبه ثمَّ انْتقل النُّطْق القلبي إِلَى الذّكر اللساني ثمَّ يسْتَغْرق
فِي ذَلِك حَتَّى يجد كل شَيْء مِنْهُ ذَاكِرًا وَأفضل الذّكر وأنفعه
مَا واطأ فِيهِ الْقلب اللِّسَان وَكَانَ من الْأَذْكَار النَّبَوِيَّة
الذاكر مَعَانِيه ومقاصد.
الفوائد