ماذا تفعل إذا قيل ان غدا _ ان شاء الله _ رمضان ؟
إن قيل غدًا -إن شاء الله- رمضان، ورأيت الهلال فقل: (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ, وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ, وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى, رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
- وأن تصلي مع الإمام صلاة التراويح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، ولا يحسب قيام رمضان إلا بإدراك جميع لياليه، والليلة الأولى من رمضان تبدأ من غروب شمس اليوم الذي قيل فيه: "غدًا رمضان".
- وأن تصلي مع إمامك حتى ينصرف؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، أي: حتى ينتهي من الصلاة؛ وقيام ليلة أي: يكتب له ثواب قيام ليلة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
- وأن تنوي الصيام، والنية ركن في الصوم، ويجب تبييتها في صوم الفرض؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني)، والنية محلها القلب، وحقيقتها العزم على الصوم، واللفظ بها بدعة، كما قال العلماء -رحمهم الله-.
- وأن تصوم لله -تعالى-، لا سمعة ولا رياء ولا عادة؛ فإن الله -تعالى- قال: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، أي: إيمانـًا بفرضيته، واحتسابًا أي: طلبًا للأجر من الله وحده.
- وأن تنام مبكرًا؛ لتستيقظ للتهجد مستحضرًا فضل هذا الوقت، قال الله -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا) (المزمل:6)، وقال -تعالى-: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات:17-18).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل السَّاعَات جَوْف اللَّيْلِ الآخِر) (رواه الطبراني، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) (رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني).
- وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَقُولُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ) (متفق عليه).
- ويقول -صلى الله عليه وسلم- مرغبًا في قيام الليل: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس) (رواه البيهقي، وحسنه الألباني).
- وصلِ لله -تعالى- مثنى مثنى، ولا تأتِ بوتر آخر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
- وقبل السحور اجلس واستغفر الله -تعالى-، فإنه من أحب العبادة لله -تعالى- في هذا الوقت؛ لقول الله -تعالى-: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) (آل عمران:17).
- ثم تهيأ للسحور؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) (متفق عليه)، وروى أحمد من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-: (السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلاَ تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني)، والبركة هنا من اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب؛ "لحديث مسلم مرفوعًا: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ) (رواه مسلم)، والتقوي به على العبادة، وزيادة النشاط والتسبب للصدقة على من سأل وقت السحر" سبل السلام 3/564.
- ثم استعد لصلاة الفجر في جماعة؛ وقد قال الله -تعالى-: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء:78)، أي: الآيات التي يقرأها الإمام في الصلاة تشهدها الملائكة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ) (متفق عليه).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) (متفق عليه)، والبردان هما: صلاتا الفجر والعصر.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) (رواه مسلم).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو فِي جِوَارِ اللَّهِ يَوْمَهُ) (رواه الطبراني، وقال الألباني: صحيح لغيره).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ ذِمَّتَهُ فَإِنَّهُ مَنْ أَخْفَرَ ذِمَّتَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ حَتَّى يُكِبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ) (رواه أحمد، وقال الألباني: صحيح لغيره)، أي: في حفظه ورعايته.
- ثم إذا صليت الفجر؛ فاجلس في مكانك ذاكرًا لله -تعالى-، حتى تطلع الشمس كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما رواه جابر بن سمرة؛ فعنه -رضي الله عنه- قال: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا) (رواه مسلم).
- وقال -صلى الله عليه وسلم- في فضل ذلك: (مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، انْقَلَبَ بِأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ) (رواه الطبراني، وقال الألباني: حسن صحيح).
نسأل الله -عز وجل- أن يجعل ليلتنا كذلك، وأن يوفقنا لطاعته عمرنا، وأن يختم لنا بخير. آمين.
منقول